تحيي دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام هذا الاثنين اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام في وقت لازالت الأخيرة تحصد أرواح الأبرياء في العالم.
ويأتي الاحتفال بالذكرى هذا العام تحت شعار “أرض مأمونة وخطوات مأمونة ومنزل مأمون”حيث من المرتقب أن يسلط الحدث الضوء على عمل الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية وعلى إنجازات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة منذ دخول اتفاقية حظر الألغام حيز التنفيذ عام 1999 إلى جانب التطرق للعمل الذي يتعين استكماله.
ويحمل شعار هذا العام العديد من الدلالات بدء من “الأرض المأمونة” المتعلقة بالحملة العالمية التي دشنت في 2019 من قبل الأمين العام للأمم المتحدة والرامية إلى “تحويل حقول الألغام إلى ملاعب”ومنه تطهير الأرض من الألغام الأرضية بينما “الخطوات المأمونة” فتؤشر على تنبيه الأشخاص لإمكانية انفجار مادة منفجرة في أي لحظة خلال تنقلاتهم اليومية قد تؤدي إلى وضع حد لحياتهم فيما يشير “المنزل المأمون” إلى استعادة الأمن الشخصي للفرد والجماعة في حالات ما بعد الصراع.
يذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة وبموجب قرارها 97/60 المؤرخ في 8 ديسمبر 2005 أعلنت رسميا يوم 4 أبريل من كل عام يوما دوليا للتوعية بالألغام والمساعدة في الأعمال المتعلقة بالألغام.
وصادق 156 بلدا على المعاهدة أو انضم إليها ودمر أكثر من 41 مليون لغم من مخزونات الألغام المضادة للأفراد منذ بدء التوقيع على اتفاقية حظر استعمال وتكديس وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد وتدمير تلك الألغام المعروفة عموما باسم اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد.
7 إلى 10 ملايين لغم أغلبها موجود على طول الجدار المغربي
وفي وقت يحتفي العالم بالذكرى قدر المكتب الصحراوي لتنسيق العمليات المتعلقة بالألغام عدد هذه الأخيرة ب7 إلى 10 ملايين لغم مضاد للأفراد والدبابات أغلبها موجود على طول الجدار الرملي المغربي حسب تصريح عضو المكتب غوثي النح لوكالة الانباء الجزائرية الذي ذكر أنه “منذ يومين انفجر لغم في الجنوب الغربي من الصحراء الغربية وقبل 10 أيام انفجر لغم آخر حيث قتل ثلاثة صحراويين وجرح شخص آخر في الشمال وهناك الكثير من الضحايا الذين لا يسمع عنهم نتيجة وجودهم في مناطق نائية”.
وقال غوثي النح “إن الصحراء الغربية تعتبر من أكثر البلدان والمناطق تلوثا بالألغام في العالم “حيث يوجد أكثر من 70 نموذجا من الألغام المضادة للأفراد والدبابات مصنع من قبل 14 دولة وهو الأمر الذي يعيق جهود السلام في المنطقة” مشيرا إلى أن المغرب لا يزال “يصر على المضي في زرع المزيد من الألغام ومنه قتل أكثر للأبرياء سواء كان ذلك بالألغام أو بالطائرات المسيرة”.
وأضاف غوثي النح أنه قد تم إحصاء “أكثر من 30 شخصا مصابا بفعل الطائرات المسيرة المغربية إلى جانب آلاف العائلات التي هجرت من اماكن تواجدها في المناطق المحررة نحو أراضي أخرى وكل هذه الأعمال التي يقوم بها المغرب تحدث أمام بعثة الأمم المتحدة وعلى مرأى ومسمع العالم وهو في مأمن من العقاب”.
و أكد أن “هذه الألغام لا تؤثر على الصحراويين فقط بل على كل سكان المنطقة دون استثناء وحتى اولئك الذين يحاولون العبور من وإلى الصحراء الغربية”.
وتساءل عضو المكتب الصحراوي قائلا : “يدعي المغرب أن الصحراء أرضه فإذا سلمنا بذلك وكان الشعب هو نفسه والأرض جزء لا يتجزأ من المغرب فلماذا يصر هذا الأخير على الابقاء على جدار الفصل ولماذا يصر على احتلال الأراضي الصحراوية وتخويف الشعب الصحراوي وترهيب وقتل الأبرياء بالألغام؟”.
وتابع بالقول: “ولماذا لا تفرض الأمم المتحدة عقوبات عليه, وتطالبه بنزع الألغام كنوع من بناء الثقة وجسور تواصل بين أفراد الشعب الواحد؟ ولماذا تغض المنظمات الدولية الطرف عن الجرائم الناتجة عن الألغام المغربية وعن الحرب الصامتة التي يقودها المخزن ضد الأبرياء الصحراويين؟” وطالب المتحدث المجتمع الدولي بالضغط على المغرب للمضي على نهج جبهة البوليساريو ومنع استخدام الألغام المضادة للأفراد وتدمير كل المخزون ومساعدة الضحايا والقيام بحملات للتحسيس بمخاطر الألغام ووضع تشريعات تضمن الحق الأدنى للضحايا.
إ ج