تأثيرات هجمات الطائرات المسيرة المغربية على المدنيين في الصحراء الغربية

07 01 2024   سماكو   أخبار بارزة, الأخبار, عام, نشاطات مختلفة

Cuadro de texto: المكتب الصحراوي لتنسيق الاعمال المتعلقة بالألغام
Cuadro de texto: اخر تحديث 31/12/2023

تأثيرات هجمات الطائرات المسيرة المغربية على المدنيين في الصحراء الغربية

  1. مقدمة
  2. استئناف الحرب
  3. المعامل الحديث والضحايا الجدد
  4. تحليل
  5. خصوصية الطائرات المسيرة وانتقاء الضحايا
  6. جغرافية ووتيرة الهجمات بالسنوات والاشهر
  7. تصنيف الضحايا حسب الفئات العمرية والاصابة  والدول
  8. النشاطات الاكثر عرضة للخطر
  9. إجلاء الضحايا
  10. الخسائر المادية
  11. التأثيرات الجانبية
  12. استخدم المغرب الذخائر الحرارية ضد المدنيين؟
  13. هل المغرب احترم مبادئ التميز بين المدنيين والعسكريين والتناسب والحاجة العسكرية؟
  14. دور المجتمع الدولي
  15. استنتاجات وتوصيات

يقدم هذا التقرير حصيلة ومعلومات مفصلة فقط 73 هجوم مغربي [1] بالطائرات المسيرة ضد المدنيين في السنوات 2021, 2022و 2023 في الأراضي الصحراوية التي المحررة أي الواقعة شرق الجدار. وقُتل في هذه العمليات ما لا يقل عن 80 شهيدا مدنيا من الصحراء الغربية والجزائر وموريتانيا وجنسيات أخرى.

. 1مقدمة:

كانت الصحراء الغربية مستعمرة من قبل إسبانيا، وكانت تعرف بالإقليم رقم53 وفي الفصل الحادي عشر من ميثاق الأم المتحدة، تُعرَّف الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي بأنها “أقاليم لم تصل شعوبها بعد إلى الحكم الذاتي الكامل، بما في ذلك الصحراء الغربية.

وبدأت الارهاصات الوطنية الاولي في سنة 1970 وبعد ذلك بثلاث سنوات تأسست جبهة البوليساريو للمطالبة بالاستقلال وشنت حربا على اسبانيا ولكن في سنة 1975، “تنازلت” إسبانيا عن الإقليم للمغرب وموريتانيا، في اتفاق غريب وبدون استشارة الصحراويين، بعد ذلك انسحبت موريتانيا، ووسع المغرب المنطقة الخاضعة لسيطرته.

بعد حرب استمرت 16 عامًا، وفي عام 1988 اتفقت السلطات المغربية وجبهة البوليساريو على خطة التسوية تقضي بإجراء استفتاء لتقرير المصير وقد وافقت عليه الأمم المتحدة في عام 1991 وتم بموجبه إنشاء بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء التي تقع ضمن ولايتها أن تشرف على وقف إطلاق النار وإجراء استفتاء تم تأجيل إجراؤه منذ ذلك الحين بسبب رفض حكومة المغرب لتنفيذه.

وفي منتصف الثمانينات تم فصل السكان الصحراويين من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق إلى منطقتين على جانب واحد من الجدار، يعيش أولئك الذين يقاومون في الأراضي التي يحتلها المغرب في حالة من الإقصاء الاجتماعي والعنف المؤسسي، الاحتجاجات والرموز المؤيدة لتقرير المصير يتم قمعها بشدة، وكثيراً ما يتعرض مواطنوها للتعذيب، وتتجلى العدالة بغيابها.

 بينما تعيش المجموعة الأخرى من الصحراويين في مخيمات اللاجئين في الأراضي الجزائرية، في واحدة من أكثر الصحاري قسوة في العالم، وتدار هذه المخيمات من قبل الحكومة الصحراوية، وتعيش بفضل المساعدات الإنسانية.

2. استئناف الحرب

أكثر من ثلاثين عاما، كان على الشعب الصحراوي أن ينتظر الأمم المتحدة لتأخذ على محمل الجد حجم المشكلة والعواقب المحتملة، كانت ثلاثون عاما من الانتظار وامام افق مسدود.

تلك العقود الثلاثة التي لم يسود فيها لا السلم ولا الحرب، انهارت عندما شن المغرب هجوما عسكريا يوم الجمعة 13 نوفمبر 2020 في منطقة الڴرڴرات  جنوب غرب الصحراء الغربية، حيث كان المدنيون الصحراويون يتظاهرون سلميا . ووفقًا للملاحظين، فإن الهجوم يعد انتهاكًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في عام 1991.

نتيجة لهذا الهجوم، اعتبرت جبهة البوليساريو وقف إطلاق النار مع المغرب منتهكًا واعلنت حالة الحرب وأصدر الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، مرسومًا بوضع حد لالتزام وقف إطلاق النار الموقع في عام 1991، والذي ساهم في تمهيد الطريق نحو مواجهة عسكرية بين الجانبين في الصحراء الغربية[2].

ومنذ بداية اندلاع الحرب الثانية في نوفمبر 2020 اتجهت بؤر الصراع المسلح في الصحراء الغربية خلال الأعوام الثلاثة الماضية إلى استخدام لم يشهد له مثيل في المنطقة برمتها وذلك باستخدام للطائرات المسيّرة من طرف الجيش المغربي، إلا ان معظم الغارات بالطائرات المسيرة ركزت على استهداف مباشر للمدنيين والبنية التحتية ومنشآت مدنية أخرى لا صله لها بالأعمال العسكرية.

3.العامل الحديث والضحايا الجدد

إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل والمغرب في ديسمبر 2020 بوساطة الولايات المتحدة الذي أعلن عنه البيت الأبيض في 10 ديسمبر 2020 الاعتراف المتبادل وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين المغرب وإسرائيل، وتستفيد كل من إسرائيل والمغرب من الاتفاق، ومن جهته يحصل المغرب على اعتراف قوة عظمى بتطلعاته بشأن الصحراء الغربية، وهو الأمر الذي سعت إليه منذ زمن طويل.

وهكذا المغرب بعد إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، أصبح هذا البلد الأخير أحد أهم موردي العتاد والتكنولوجيا العسكرية للمغرب ويمتلك المغرب طائرات مسيرة إسرائيلية مختلفة مثل [3]، والتي تشمل الطائرات بدون طيار خاصة بالمراقبة والاستطلاع وغيرها من الاستخدامات والوظائف المتعددة وحتى “الانتحارية”. ناهيك عن الطائرات التركية[4] وكذلك مسيرات امريكية[5]  

هذه التكنولوجيا الرائدة والمتطورة ستؤدي إلا إلى تأجيج الصراع مع جبهة البوليساريو، والأخطر من ذلك هو نقل واستنساخ مشكلة الشرق الأوسط إلى دول شمال إفريقيا وعلى أبواب أوروبا نفسها.

وليس عبثاً، فقد حذرت الجزائر من “مخاطر جسيمة لانحرافات إقليمية خطيرة”.[6]

لاقتناء هذه التكنولوجيا من طرف المغرب لم يكن ممكنا إلا بالدعم المالي التقليدي من بعض الممالك العربية التي ستكون مسؤولة عن تغطية نفقات هذه المشتريات، ففي عام 2020، تلقى المغرب من الإمارات العربية المتحدة دفعة مكونة من 4 طائرات من طراز [7]Wing Loong 1، والتي شكلت بها نواة أول سرب مسلح من الطائرات بدون طيار لسلاح الجو الملكي، وهي الطائرات التي دخلت حيز التنفيذ في أزمة الكركرات مع جبهة البوليساريو[8].

من جانب اخر وصلة بالموضوع، في نوفمبر 2021 وبعد اقل من شهرين لاستلام المغرب لأول دفعة من الطائرات التركية “″Bayraktar TB2 في 17 سبتمبر 2021 قام المغرب بقتل على الأقل 19 ضحية من جنسيات صحراوية، جزائرية وموريتانية في شهر(واحد).

4.تحليل:

أوردت صحيفة The Guardian البريطانية الصادرة يوم 1 يوليوز2016[9] ان إدارة الرئيس الأمريكي اغتالت في فترة رئاسته التي استمرت 8 سنوات حوالي 116 مدني في كل من أفغانستان والصومال واليمن باكستان.

في مقابل ذلك وللاستدلال على حجم الجرائم التي يتعرض لها الشعب الصحراوي، فإن المكتب الصحراوي لتنسيق الاعمال المتعلقة واذ يصرح انه لا يتوفر على كل المعلومات، الا انه قام بدراسة حوالي 73 هجوم مغربي في السنوات الثلاثة الأخيرة (2021, 2022 و2023) ونتيجة لذلك يكون المغرب فقط في ظرف ثلاثة سنوات قتل ما لا يقل عن حوالي 70 %   من مجموع القتلى الذين اغتيلوا بهجمات الطائرات المسيرة الامريكية في 8 سنوات وفي أربعة دول.

5. خصوصية الطائرات المسيرة وانتقاء الضحايا

يتم تعريف الطائرة بدون طيار على أنها تلك المركبة البرية أو البحرية أو الجوية، والتي يتم التحكم فيها عن بُعد أو تلقائيًا وهو التعريف الذي يطلق على أي مركبة في حالة عدم وجود أي إنسان على متنها[10].

ومن المؤكد أن ظاهرة الطائرات بدون طيار ليست عنصرًا جديدًا تمامًا في سياق النزاعات المسلحة. هناك سوابق من الطائرات المسيرة لأغراض المراقبة في الحروب، والتي تم تكييفها منذ حرب الفيتنام للمهام القتالية، كان ذلك مع حملة الحلف الاطلسي في كوسوفو (1999) عندما “بدأوا يفكرون في اقتران صاروخ بالطائرة بدون طيار، مما أدى إلى إنشاء الطائرة المسيرة “Predator“مسلحة بصواريخ Hellfire ” وفي وقت لاحق، مع هجمات 11 سبتمبر 2001 وما تلاها من حرب ضد الإرهاب، كان ذلك عندما حلقت أولى الطائرات المسلحة بدون طيار فوق أفغانستان (2001) والعراق [11](2003)

المعروف أن الطائرات بدون طيار مجهزة بأحدث التقنيات في اكتشاف الأهداف بواسطة الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار والأشعة تحت الحمراء والكاميرات وما إلى ذلك مما يسمح لهذه الطائرات بتحديد وتفصيل أي نوع من الأهداف، بغض النظر عن طبيعته، في أي وقت من النهار أو الليل، وفي 360 درجة.

6.جغرافية ووتيرة الهجمات بالسنوات والاشهر

 الصحراء الغربية مقسمة بجدار عسكري هو الأطول والاكثر تلغيم في العالم وهو الذي فرق بين افراد الشعب الواحد أكثر من غيره كل الجدران، وفي الواقع فإن الجزء الشرقي من الجدار تحت سيطرة الحكومة الصحراوية بينما الجزء الغربي محتل من طرف المغرب.

بعد التحالف المغربي مع إسرائيل ومد هذه الأخيرة الجيش المغربي بطائرات مسيرة في تصعيد جديد يعصف بكل مجهودات السلام ويقوض فرص أي اتفاق،  فقد أجرى المكتب مسح لطبيعة هذه العمليات لتحديد آثار هذه الأسلحة على المدنيين.

خلال السنوات الثلاثة الذين شملتهم هذه الدراسة 2021 و2022 و2023، بلغت نسبة الهجمات 45٪في سنة 2021 و41.73٪ في سنة 2022 مقابل 13,27٪ في سنة 2023.

اما فيما يخص الاشهر، فإن شهر نوفمبر هو الاكثر تعداد للهجمات في السنوات الثلاثة على التوالي حيث ان هذا الشهر وحده يمثل الذروة إذ سجل فيه حوالي 38 هجوم، ما يمثل 52,7٪من مجموع الهجمات، بينما الأشهر الاقل هجمات هو شهري ماي و يونيو، كما ان اشهر الشتاء اكثر ضراوة في الهجمات بفارق واضح من اشهر الصيف.

وعند البحث والتمعن في ظروف وطبيعة هذه الهجمات في ظرفي الزمان والمكان، يُلاحظ مما لا يضع مجالا للتشكك أن الجيش المغربي وسّع من مسرح العمليات الجغرافية لطائراته العسكرية بدون طيار بأغراض تتجاوز بكثير الأهداف العسكرية أصلا.

اما اخر تحديث لهذه البيانات يظهر ان 45.20٪من الهجمات كانت في المناطق الشمالية مقابل 54.79٪ في الجنوب.

 وإذا احتكمنا من خلال الحقائق، فإن الجيش المغربي لم يأخذ في الاعتبار أي قيود مكانية أو زمنية، وهي تشكل انتهاكًا صريحًا لحقوق الإنسان الأساسية ولميثاق الأمم المتحدة وعلى سبيل المثال، لا للحصر:

  1. تمت كل هذه الاعتداءات في مناطق صحراوية مكشوفة، قاحلة، خالية وجدباء من الغطاء النباتي حيث من السهل جدا التحقق حتى من ألوان واشكال السيارات، ناهيك عن أمتعة الضحايا ووسائلهم للتمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية.
  2. علي عكس ما تتحجج به امريكا في هجماتها بالطائرات المسيرة، فإنه لا يوجد أي ضحية متهم بالإرهاب ولا متابع قضائيا و لا يوجد أي امر دولي بملاحقتهم ولم يحمل أي منهم أي سلاح من أي نوع.
  3. وقعت هذه الهجمات في مناطق تقع على بعد عشرات الكيلومترات من الجدار المغربي، ما يعني ان الضحايا لم يشكلوا أي تهديد للقوات المغربية المتمركزة حيث ان أقرب هدف مدني من الجدار تم قصفه هو في موقع للتنقيب عن الذهب في منطقة اگليبات الفولة   وسط الاراضي الصحراوية والتي تبعد عن الجدار المغربي، بحولي 18 كلم، اما ابعد النقاط التي تم استهدافها كان في كل المنطقتين الحدوديتين شمالا، في عين بنتيلي ب 86 كلم وجنوبا في آحفير ب حوالي 100 كلم. وهي ارقام توضح مما لا يدع مجال للشك ῎حجم وجدية التهديد الافتراضي للقوات المغربية῎  
  4. 4.      ومن الواضح أيضا أن هؤلاء المدنيين لا يشكلون أي تهديد للجيش المغربي، ولا هم بالقرب من مكان الاشتباكات العسكرية. وذلك يعززه أنه حوالي 65٪ من الهجمات في السنوات الماضية وقعت مباشرة على خطوط الحدود الدولية.

7. تصنيف الضحايا حسب الاصابة والفئات العمرية والدول

ويبين النطاق العمري للضحايا حسب الجنس أن 94.47٪ من الضحايا هم من الرجال مقابل 5,59٪ من النساء. وفيما يخص الاعمار، فإن 96.1٪ هم من الكبار، مقابل 2.4٪ من الاطفال من الإجمالي العام للضحايا، في حين أن اغلب الضحايا دون سن الأربعين.

حسب المعلومات التي توصلت لها هذه الدراسة وبعد دراسة حولي 161 ضحية، فإن 49٪ يمثلون نسبة الشهداء، 23.60٪ اصيبوا بجروح مختلفة، اما الناجون فإنهم يمثلون 13.4 ٪ بحيث انهم لم يصاب باذاء والبقية لم نتمكن من التحقق مما لحق بهم.

خلال السنوات الثلاثة من الحرب، تباينت النسبة المئوية في أرقام المتضررين من البلدان، حسب المناطق التي تعرضت للهجوم وفصول السنة فكلما تركزت معظم الهجمات في الشمال، يكون معظم الضحايا من صحراويين، وكلما كانت الهجمات في الجنوب يكون غالبية الضحايا موريتانيين واقلية من دول اخرى.

Cuadro de texto: التأثيرات في الارواح البشرية حسب السنوات

اما الحصيلة النهائية للسنوات الثلاثة الاخيرة للضحايا حسب العينة التي اقيمت عليها الدراسة، هي ان نسبة 49٪ تمثل ضحايا صحراويين، بينما 40 ٪  و2.4 ٪من الضحايا لكل من الدول الشقيقة موريتانيا والجزائر على التوالي. اما حوالي 7.9٪ لم نتمكن من تحديد هواياتهم لان بعض الجثث في حالة تحلل، والبعض الآخر متفحما او بدون وثائق وقد تعود نسبة كبيرة منهم الي دول افريقية اخرى، خاصة سودانيين مختصين في اجهزة التنقيب.

وبحسب مصادر مختلفة، استشهد مواطنون موريتانيون في جنوب الصحراء الغربية، لا سيما في أكليبات الفولة، ميجك، وآغزومال وتاغزومالت، أزڴولة وآغوينيت واڴراير ليبيار واڴليب البورة وإظليعت ماكاين باس وآحفير وأتويزرفات والزعزاعيات ولورويات من بين مناطق أخرى، بينما استشهد أكبر عدد من الصحراويين في بئر لحلو وميجك وازكولة وامهيريز والتفاريتي وعين بنتيلي وغيرهم

وبسبب هذه الهجمات، يموت العديد من الضحايا على الفور، ومن ينجو من الضربات يقضي ساعات طويلة دون أن يصل أي شخص إلى مكانه، وبعضهم يقطعون عشرات الكلومترات مشيا على الاقدام وفي كثير من الأحيان يموتون بسبب نقص وتأخر المساعدة والإجلاء وينقل الاكثر حظا ممن تعرضوا للهجمات في الجنوب إلى المركز الطبي في مدينة ازويرات الموريتانية المجاورة لتلقي العلاج

من ناحية أخرى، لم يكن المواطنون الجزائريون المتجهين الي موريتانيا آمنين، حيث قتل ثلاثة جزائريين، وحرقت شاحنتاهم في الفاتح من نوفمبر 2021 أثناء قيامهم برحلة عبر خط الرابط بين “أنواكشوط ورقلة” على بعد 14 كيلومترًا من بلدة يئرلحلو الصحراوية.

الغريب أن المغرب، بعد ما قتل ثلاثة مواطنين جزائريين في يوم 1 من نوفمبر 2021، عاود مرة أخرى في نفس اليوم، ولكن في عام 2022، حيث قتل خمسة موريتانيين بين منطقتي أغزومال وتاغزومالت و يمثل شهر نوفمبر في كلا البلدين شهر الاستقلال.

8. النشاطات الاكثر عرضة للخطر

عمليا بات من المؤكد ان أي شخص أو سيارة مدنية تعبر أو تكون داخل الأراضي الصحراوية تعتبر مشروع هدف مسبقا من قبل الطائرات المسيرة للجيش المغربي.

قد اختلفت بشكل طفيف خطورة النشاطات والاهداف في مختلف السنوات والمواسم و استنادًا إلى تحليل بنك الاهداف المهاجمة  التي قد تكون مميتة، ووفقًا لقاعدة البيانات المتاحة للعينة الي تمت معالجتها، خلال السنوات الثلاثة الاخيرة أن أكثر من يتعرض لخطر الهجمات ῎كأهداف῎ هم مسافرين في أماكن متفرقة وطرق مختلفة من الصحراء العربية ب 58.4٪ ؛ يلي ذلك المنقبون عن الذهب بنسبة 36.3٪، وتشمل هذه الهجمات المباشرة على موقع التنقيب، وكذلك بعض الاسفار المؤكدة ذهابًا وإيابًا من وإلى هذه الاماكن المذكورة، بينما تقابل 5.3٪اعتداءات تتعلق بأنشطة أخرى مختلفة مثل رعي الحيوانات وكذا استهداف مباشرة لبنى تحتية[12].

وفي تحليل لبيانات المجموعات التي تعرضت للهجمات، يمثل الصحراويين 60٪ من الضحايا الذين استهدفوا في الاسفار، مقابل35.75 ٪ من الموريتانيين و4.7٪ للجزائريين. اما فيما يخص المصابون اثناء نشاطات تتعلق بالبحث عن الذهب فإن 76.25٪ هم من الاشقاء الموريتانيين مقابل 23.7٪ من الصحراويين.

عند تحليل طبيعة هذه المجموعات وخاصية كل منها، لوحظ أن الهجمات لم تتبع أي “أنماط سلوك مشبوهة”، ولم يكن من الممكن إثبات أي علاقة أو صلة بين هؤلاء الشهداء والضحايا والمجموعات البشرية المستهدفة والجيش الصحراوي.

إن هذه المعطيات ستكون أكثر إثارة  للدهشة والقلق إذا قمنا بمقارنة وتصور كثافة السكان في الكيلومتر المربع الواحد من المناطق التي تعرضت للهجمات، أي أنها أراضي مهجورة تماما، ما يسهل كشف نوعية أي نشاط والفصل بدون عناء يذكر بين نوعية الأهداف المحتملة وطبيعتها.

وفقًا لتحليل إحصاءات بروفايل وأنشطة ضحايا هجمات الطائرات المسيرة، يمكننا أن نؤكد أن الفئات الأكثر استهدافا هي: المسافرون، البدو/الرحل، المنقبون عن الذهب، التجار والرعاة / مربي الماشية

ولكن من خلال هذه الهجمات النوعية والانتقائية، يستخلص انها تهدف الى  محاولة تحقيق أهداف أخرى ذات طابع استراتيجي خطير، مثل محاولة التأثير سلبًا على تدفق السلع و البضائع و النقل والتبادل التجاري بين الدول المجاورة، وترهيب وبث الرعب والذعر بين المدنيين الأبرياء.

9. إجلاء الضحايا:

وكما ذكر مكتب SMACO في التقريرين السابقين[13] ، فإن هذه الهجمات وقعت في مناطق لا ينشط فيها الجيش الصحراوي، مما يعني أن العديد من الضحايا مكثوا لعدة ساعات وأيام دون أن تقدم لهم خدمات المساعدة الطبية والإجلاء. وما قضية امبارك السباعي مع صديقه الذي أستشهد في اظليعت ماكاين باس، بمنطقة ميجك، حيث مرت أكثر من 28 يومًا عليه فوق الأرض دون الاستفادة من دفن لائق وكريم، حسب تصريح صديق له. ويخشى أصدقاء وأقارب الضحايا المغامرة خوفًا من تعرضهم للقصف بطائرات مسيرة مغربية، كما هو الحال مع الشاب ديديه محمود اهويبيتا حيث تعرض هو بدوره لهجوم مباشر بصاروخ أثناء محاولته مساعدة بعض الضحايا الذين استشهدوا يوم 24 نوفمبر 2022 في آحفير الحدودية الصحراوية الموريتانية.

وامام انعدام تفاعل أكبر مع الاشخاص والتجمعات المتضررة بهجمات الطائرات المسيرة المغربية، كان إلزاما وجود شركاء محليين ودوليين يقدمون وسائل أسرع وأكثر فعالية لإنقاذ وإجلاء الضحايا وحتى مطالبة الاطراف بالسماح بممر انساني آمن للقيام بهذه المهام.

 لبعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية المعروفة ب [14]MINURSOو لجنة الصليب الاحمر الدولي CICR  ورقة ذات أهمية خاصة وذلك من خلال توحيد الجهود مع مختلف الشركاء للتدخل والاستجابة بعد وقوع هذه الهجمات وضمان وجود آلية مناسبة وقوية، ولكن مرنة، قادرة على التدخل في مختلف الظروف و المناطق التي تتعرض لهجمات

10. هل استخدم المغرب الذخائر الحرارية ضد المدنيين؟

  تتوفر الطائرة المسيرة التركية Bayraktar TB2 من بين معدات أخرى على صواريخ جو – جو شامل لنظام MAM قادرة على إصابة أهداف على مسافة تصل إلى 8 كلم[15] أو 14 كلم[16]. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام رؤوس التجزئة القابلة للاستبدال أو الضغط الحراري أو التراكمي معا.[17]كما انه شهدت هجمات في مناطق مختلفة بالذخائر [18]FT-10/25  التي تحمل المسيرات الصيني Wing loong 2

وبحسب مشاهد يندي لها الجبين وذلك إثر ظهور جثث متفحمة في الهجمات التي حدثت في بعض المناطق وخاصة شمال تاغزومالت ومناطق اخرى حيث تسببت في الوفاة الفورية لما لا يقل عن خمسة من الباحثين عن الذهب، بينما أصيب آخرون بجروح خطيرة. وبعد فحص للصور بات من المؤكد ان هذه الهجمات استهدفت ابرياء بالذخائر غير التقليدية. ولا يستبعد أن تكون هذه الذخائر حرارية.

هذه الذخائر هي فئة فرعية من حشوات مفرغة، وتتألف من خزان وقود واثنين من عبوات ناسفة منفصلة عند إطلاق الشحنة الأولى، تنفجر الشحنة الأولى وتشتت جزيئات الوقود، بينما تشعل الشحنة الثانية الوقود والأكسجين المشتت في الهواء، مما ينتج عنه موجة صدمة من الضغط الشديد والحرارة.[19] ولمزيد من التفاصيل يمكن مشاهده الفيديو[20]

جدير بالذكر أن أوكرانيا رفعت شكوى ضد روسيا بإطلاق قنابل حرارية ضد المدنيين، امام محكمة الجنايات الدولية[21]

11.الخسائر المادية

حتى الآن، لم يتم بعد إجراء تقييم نهائي لآثار هذه الهجمات على ممتلكات المدنيين وغيرها من المرافق والبنية التحتية ذات الاستعمال العام.

بالإضافة إلى هذه الخسائر المادية، فإن الجيش المغربي يستهدف سبل عيش الصحراويين ويستمر في تكتيكاته القذرة الموجهة ضد سبل عيش العديد من العائلات الصحراوية التي تقيم أو كانت مقيمة في الأراضي المحررة. حيث شوهدت عدة قطعان من جثث الجمال منتشرة في أماكن مختلفة نتيجة قصف الجيش المغربي. وتعتبر الإبل أهم مصدر للعيش. إن عمليات الإبادة هذه تركت عشرات العائلات بدون أبسط الموارد للبقاء على قيد الحياة[22].

لقد تعرض السكان الاصليين في المناطق المستهدفة والعابرين لها الي خسائر مادية معتبرة، ناهيك عن منعهم من مزاولة نشاطاتهم الاقتصادية الاعتيادية. ولقد تحققت هذه الدراسة من تدمير كلي او جزئي لأكثر من 66 مركبة، منها (58) رباعية الدفع اي ما يمثل 78٪حوالي وعربة وصهريج (04) لتوفير مياه الشرب للعائلات والمجتمعات السكنية والبدو وشاحنات كبيرة (6). جدير بالذكر ان هذه المركبات لصحراويين وموريتانيين وجزائريين وممتلكات اخرى مختلفة.

12. التأثيرات الجانبية: تسببت الهجمات المغربية المذكورة في هذا التقرير بأشكال أخرى من أشكال الأضرار المدنية العميقة وطويلة الأمد، حيث أدت هذه الوقائع إلى آثار اقتصادية سلبية، نتيجة لقتل المعيلين الرئيسيين لبعض الأسر التي كانت تعتمد عليهم بشكل رئيسي في مداخيلها، والإضرار بالممتلكات المدنية الهامة وتدميرها، مثل مختلف المركبات وبعض المنازل و الخيم، ناهيك عن  الثروة الحيوانية التي تعتبر راس المال الوحيد واهم مصدر اقتصادي لكافة العائلات المتضررة وذلك بقتل منها مئات من رؤوس الابل في مناطق مختلفة في اگديم الشحم وام الدگن و في منطقة ام ادريگة. بالإضافة إلى أن هذه العمليات خلفت أيضًا أضرارًا اجتماعية ونفسية كبيرة، وتفيد بعض المعلومات الي وجود على الاقل اثنين من الضحايا الصحراويين قد اصيبوا بأمراض نفسانية/عقلية. وقد تسببت هذه الاعتداءات والهجمات في نزوح جماعي للسكان الأصليين باتجاه مناطق أكثر أمانًا، ووفقًا للحكومة الصحراوية، كان حوالي 30 إلى 40 ألف شخص يعيشون بشكل مستمر أو متقطع في الأراضي المحررة[23] واضطرت هذه المجموعات من الناس التي كانت تقطن في مجتمعات صغيرة في التفاريتي وامهيريز وآغوينيت وميجك وبئر لحلو إلى مغادرة خيمهم ومنازلهم قسراً بسبب هذه الهجمات العشوائية أو دخول الأراضي الجزائرية، بينما فر آخرون إلى الأراضي الموريتانية.

وقد جاء هذا النزوح نتيجة العنف الذي مورس عليهم من خلال هجمات الطائرات بدون طيار من المغرب، والتي ولّدت، كما هو الحال في اماكن أخرى، إحساسًا بالرعب بين الرجال والنساء والأطفال، مما أدى إلى ظهور ظواهر القلق والتوتر والصدمة بين السكان.

ولا يقتصر تأثير استخدام الطائرات بدون طيار على السكان المدنيين على الأشخاص المتأثرين مباشرة بالعواقب المادية والاجتماعية والاقتصادية للهجوم، بل ستتأثر حياة وسلوك السكان بالكامل بحيث ان نمط الحياة والنشاطات مشروط بالتحليق المستمر في الأجواء من هذه الأجهزة والخوف من التعرض لهجوم في أي وقت[24]. ويمكن تفسير ذلك على الواقع ميدانيا من خلال إعادة “استقرار “العديد من العائلات الصحراوية في الأراضي الموريتانية وعلى بعد كيلومترات فقط من الحدود الصحراوية، ووفقًا لشهود عيان، فهم غالبًا ما يلاحظون تحليق الطائرات المغربية بدون طيار.

هذه الاعتداءات التي تعرض لها مواطنو دول الجوار، والتي أدت إلى وقوع عشرات الضحايا بين القتلى والجرحى إضافة الي التهجير، أثارت أيضًا الكراهية والاستياء والحقد بين سكان المناطق تجاه المغرب. وقد ضاعفت هذه الهجمات على سكان الصحراء الغربية وموريتانيا والجزائر مخاوف في مختلف قطاعات الطيف السياسي في هذه البلدان.

ووصفت الرئاسة الجزائرية، في بيان صحفي، جريمة القتل بأنها جبانة وبربرية “مشيرة إلى عدة عوامل تشير إلى قيام قوات الاحتلال المغربية في الصحراء الغربية بارتكاب هذا القتل الجبان بأسلحة متطورة”[25] ، مستنكرة “الممارسات العدوانية التي تشبه تكرار أعمال إرهاب الدولة واكتساب سمات عمليات الإعدام خارج نطاق القانون “.

كما ندد بهذه الهجمات المتحدث باسم الحكومة الموريتانية الناني ولد اشروقة الذي أكد استياء حكومته من مقتل مواطنين موريتانيين في قصف بطائرة مسيرة مغربية داخل أراضي الصحراء الغربية[26]

13. هل المغرب احترم مبادئ التميز بين المدنيين والعسكريين والتناسب والحاجة العسكرية

يعد مبدأ التمييز أحد الركائز الأساسية للقانون الدولي الإنساني. ويتطلب هذا أن تقوم أطراف النزاع، في جميع الأوقات، “بالتمييز بين المدنيين والمقاتلين” والتأكد من أن “الهجمات لا يمكن توجيهها إلا ضد المقاتلين” و”يجب ألا تكون موجهة ضد المدنيين”. ويجب على أطراف النزاع أيضًا التمييز بين “الأهداف المدنية” و”الأهداف العسكرية”.

وعلى الرغم من أن الطائرات بدون طيار ليست سلاحًا يحظره القانون الإنساني الدولي[27] نظرًا لطبيعتها العشوائية، فإن استخدامها في إطار أي نزاع مسلح يجب أن يخضع في جميع الأوقات لمبادئ التمييز والتناسب والضرورة العسكرية والإنسانية.[28]

إن أهم شرط لاعتبار الشخص مشاركًا مباشرًا في الأعمال العدائية هو وجود صلة (رابطة محاربة) بين الأنشطة التي يقوم بها شخص معين أو مجموعة من الأشخاص وتطور الأعمال العدائية[29].

ومن نافلة القول إن الطائرات بدون طيار لديها إمكانات كبيرة للطيران فوق مناطق مختلفة وبعيدة للغاية، حيث يمكنها التحرك بسرعة فوق الصحاري أو التضاريس الوعرة أو غير المنتظمة مع انبعاث صور عالية الجودة في الوقت الفعلي بفضل الأجهزة المتاحة، مثل الكاميرات، أجهزة الاستشعار والأشعة تحت الحمراء والأقمار الصناعية حيث يمكنها التمييز بدرجة عالية من الدقة بين الأهداف العسكرية والسكان المدنيين

تعتمد تناسبية أي هجوم على الأهمية العسكرية للهدف على النحو المنصوص عليه في المادة 51.5) (ب) من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف[30]، وتعتبر هجمات عشوائية، وبالتالي فهي محظورة.

ولقد تحقق SMACO من معلومات حول حالتين اثنتين، واحدة مدنية والأخرى عسكرية، لم يتم احترام هذه المبادئ فيها.

الحالة الأولى هي قضية الشاب ديديه محمود اهويبيتا حيث أستشهد عندما أصيب بصاروخ من طائرة مسيرة يوم 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 في منطقة آحفير الحدودية بين موريتانيا والصحراء الغربيةعندما كان يسعى الي إسعاف ضحايا هجوم مباغت من طرف مسيرات مغربية.

اما الحالة الأخرى ، وهي الحالة العسكرية الوحيدة التي شملتها هذه الدراسة ، لأنه تم التحقق منها لإثبات هذه الفوارق و التجاوزات ، وهي حالة الشاب خطرة بشرايا ، الذي بحسب رفيقه المقاتل والناجي الوحيد أحمد سالم إبراهيم محمد ، الذي كان يقود السيارة ،  قال:”لقد تعرضنا للهجوم شرق أتميمشيت أغزومال ، في 25 نوفمبر / تشرين الثاني ، حوالي الساعة 13:20 ، أصابنا الصاروخ الأول ، ومن شدة الصدمة قُذفت أنا من السيارة ، وبقت هذه الاخيرة مندفعة حركيا عشرات الأمتار حتى توقفت … نزل منها صديقي ومرافقي و ترجل باتجاهي لمساعدتي، حيث حاول عبثًا أن يأخذ بي بعيدًا، وفجأة أطلقوا صاروخًا مباشرًا آخر عليه ولم أر سوى سحابة من الدخان ، وأصابتني عدة قطع من جسده مثل الشظايا.

سيارة مدنية أخرى موريتانية، يقول الناجي، قدمت لإنقاذنا، وإذ بها يصيبها صاروخ ثالث، وتوفي ركابها الثلاثة الذين كانوا كلهم منقبين عن الذهب.[31]

14. دور المجتمع الدولي

يضع القانون الدولي الإنساني قواعد قانونية تلزم جميع أطراف النزاع المسلح، سواء كانت القوات المسلحة التابعة للدولة أو الجماعات المسلحة من غير الدول. وتهدف هذه المعايير إلى تقليل المعاناة الإنسانية في النزاعات المسلحة وتوفير حماية خاصة للمدنيين وأولئك الذين لا يشاركون بشكل مباشر في الأعمال العدائية.

الجانب الأول الذي يجب التأكد منه هو طبيعة ونطاق هجمات الطائرات بدون طيار، أي ما إذا كان يمكن اعتبار أن الهجمات المذكورة قد تجاوزت العتبة المطلوبة لتصنيفها على أنها “هجوم مسلح”، على النحو المطلوب في ميثاق. الأمم المتحدة، حول مفاهيم الدفاع المشروع[32]، حيث ان في هذه الحالة لم يكن من الممكن التحقق من إقامة أي رابطة أو صلة بين هؤلاء الضحايا المدنيين  والجيش الصحراوي.

وإذا كانت حماية ضحايا النزاعات المسلحة الدولية مشمولة بالبروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف لعام 1949، فكيف يمكن تبرير غياب وتدخل المؤسسات الكبيرة مثل الصليب الأحمر الدولي؟ وعدم الاهتمام الي حد الإهمال لمؤسسات والمنظمات غير الحكومية مثل Human“ “Rights Watch ومنظمة العفو الدولية “Amnesty International“ التي يجب أن تراقب وتتابع هذه الجرائم. وبطبيعة الحال ان هذا الغياب لن يؤدي إلا إلى تقوية العناد المغربي لمواصلة ارتكاب هذه الانتهاكات مع الإفلات التام من العقاب.

الغريب والصادم أن المغرب كذلك، لا رسمياً ولا غير رسمي، اعترف بخطأ مهاجمة هؤلاء المدنيين، ولم يعرب عن تعازيه لأسر الضحايا، ناهيك عن أي عملية تعويض، بل إنه يرفض أي مسؤولية واعتذار لعائلات ودول الضحايا. سواء كانوا صحراويين او أجانب.

 16. استنتاجات وتوصيات

  1. على الجهات المعنية مطالبة المغرب بالكف فوراً عن قتل المدنيين سواء كان ذلك طريق الطائرات المسيرة او عن طريق المدفعية، والامتثال لقواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان في العمليات العسكرية المستقبلية خارج نطاق النزاع المسلح؛
  2. العمل بآلية او مكانيزم وطني هادف وفعال لرصد وتتبع الهجمات بالمسيرات المغربية وإنشاء قاعدة بيانات توثق هذه الهجمات والعمل على المرافقة الصحية والنفسية والاقتصادية للضحايا وذويهم؛
  3. يجب على المنظمات الدولية ذات الصلة بما فيها الصليب الاحمر الدولي CICR إجراء تحقيقات سريعة ومستقلة ومحايدة وشاملة وشفافة في جميع المزاعم الموثوقة بشأن سقوط ضحايا مدنيين في الغارات الجوية وغيرها من العمليات العسكرية في الاراضي الصحراوية، بما فيها إمكانية إجلاء الضحايا؛
  4. مطالبة بعثة الامم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية بالقيام بالتحقيقات شاملة، سريعة وفورية والسعي بشكل استباقي للتحدث مع شهود العيان والناجين وأسر الضحايا، على الرغم من القيود والصعاب؛
  5. جر المغرب للاعتراف بهذه الجرائم والامتثال الكامل لقواعد القانون الدولي الإنساني في تخطيط وتنفيذ الاعمال العسكرية والهجمات، بما في ذلك إعادة النظر في معايير اختيار الأهداف، كما تنص على ذلك بعض المنظمات؛
  6. مساءلة الحكومة الإسبانية عن تركها عبور مسيرات عبر مجال جوي تتحكم فيه الدولة الاسبانية عبر الممرات الجوية المعروفة في الصورة لتقتل مدنين عزل في الاراضي التي تسيطر عليها جبهة البوليساريو. )   الخريطة من موقع opsgroup  (

لمزيد من التفاصيل: موقع المكتب على النت والفيسبوك

www.smaco-ws.com

https://www.facebook.com/SMACOws

حرر بالشهيد الحافظ بوجمعة، 7 يناير 2024


[1] هذه الهجمات كعينة تم تحليل بيانات المعلومات المتوفرة عنها

[2] El Frente Polisario considera roto el alto el fuego con Marruecos y declara el estado de guerra https://elpais.com/internacional/2020-11-14/el-frente-polisario-considera-roto-el-alto-el-fuego-y-declara-el-estado-de-guerra-con-marruecos.html#

[3] Heron 1, Hermes 900, Hermes 450, Harfang, Skystriker, SpyX, WanderB, ThunderB

[4] Bayraktar TB2

[5] Predator

[6] https://www.rfi.fr/fr/afrique/20220413-l-alg%C3%A9rie-accuse-le-maroc-d-assassinats-cibl%C3%A9s-apr%C3%A8s-une-attaque-de-drones-au-sahara-occidental

[7] https://www.defensa.com/africa-asia-pacifico/marruecos-tambien-ha-dotado-uavs-armados-chinos-wing-loong-1

[8] https://www.defensa.com/africa-asia-pacifico/marruecos-quiere-comprar-uavs-armados-chinos-wing-loong-2

[9]Obama claims US drones strikes have killed up to 116 civilians  https://www.theguardian.com/us-news/2016/jul/01/obama-drones-strikes-civilian-deaths

[10] El arma de moda: impacto del uso de en las relaciones internacionales y el derecho internacional contemporáneo //efaidnbmnnnibpcajpcglclefindmkaj/https://www.icip.cat/wp-content/uploads/2020/11/ICIP_RESEARCH-4_WEB_compressed.pdf   

[11]  Ibid   

[12] لقد تم إستهداف خيم وبيوت وممكتلكات شخصية متفرقة

[13] https://smaco-ws.com/ar/2023/01/23/%d8%ac%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%85-%d8%aa%d8%b1%d8%aa%d9%83%d8%a8-%d9%81%d9%8a-%d8%b5%d9%85%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a7%d8%a6%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84/

[14] https://minurso.unmissions.org/

[15] MAM-C https://www.roketsan.com.tr/en/products/mam-c-smart-micro-munition .

[16] MAM-L https://www.roketsan.com.tr/en/products/mam-l-smart-micro-munition

[17] https://root-nation.com/es/articles-es/equipamiento-militar-es/es-resena-uav-bayraktar-tb2-que-clase-bestia/#Equipo_de_combate_Bayraktar_TB2

[18] FT PGB https://en.wikipedia.org/wiki/FT_PGB

[19] https://www.rtve.es/noticias/20220304/bombas-racimo-termobaricas/2301928.shtml

[20] https://elpais.com/internacional/2022-03-04/video-bombas-de-racimo-y-termobaricas-asi-son-las-armas-rusas-que-temen-los-ucranios.html

[21] https://www.telam.com.ar/notas/202202/584789-ucrania-denuncio-rusia-cij.html

[22] https://www.ecsaharaui.com/2020/11/el-ejercito-marroqui-apunta-los-medios.html

[23] (EoB)شرق الجدار

[24] Felipe GÓMEZ ISA. LOS ATAQUES ARMADOS CON DRONES EN DERECHO INTERNACIONAL

[25] https://www.aps.dz/algerie/130452-assassinat-de-trois-algeriens-la-frappe-marocaine-par-drone-etait-premeditee

[26] https://www.zahraainfo.com/node/30657

[27] https://ihl-databases.icrc.org/ar/ihl-treaties

[28] Felipe GÓMEZ ISA. LOS ATAQUES ARMADOS CON DRONES EN DERECHO INTERNACIONAL

[29]   Ibid.

[30] https://ihl-databases.icrc.org/ar/ihl-treaties

[31] تصريح الناجي احمد سالم براهيم محمد بتاريخ 12 يناير 2023

[32] Felipe GÓMEZ ISA. LOS ATAQUES ARMADOS CON DRONES EN DERECHO INTERNACIONAL