حملات تحسيسية من أخطار الألغام الأرضية والمتفجرات والذخائر العنقودية على حياة الصحراويين

11 03 2020   سماكو   أخبار بارزة, الأخبار, عمل ضد الالغام, نشاطات مختلفة

ودأبت الدولة الصحراوية على تنظيم حملات تحسيسية وتوعية المواطنين وحثهم على الابتعاد عن المناطق الموبوءة للحد من عدد القتلى الذين يسقطون ضحية الالغام التي يواصل الاحتلال المغربي الابقاء عليها ويرفض دائما التوقيع على اتفاقيتي “أوتاوا” و “أوسلو” لحظر الألغام المضادة للأفراد والقنابل العنقودية ويرفض التعاون مع الهيئات والمنظمات الدولية التي تريد العمل وتنظيف  المنطقة .

وفي هذا الاطار, ذكرت وكالة الانباء الصحراوية (واص) أن الفريق النسائي لدعم الأعمال المتعلقة بالألغام نظم حملة تحسيسية بمخاطر الالغام ومخلفات الحرب بنقطة المراقبة بولاية الشهيد الحافظ. الحملة عرفت توزيع مطويات تتضمن إرشادات للتوعية بمخاطر الألغام التي زرعها الاحتلال المغربي.

وخلال السنوات الماضية, تسببت الالغام المنتشرة على ضفتي جدار العار الذي يمتد على طول2750 كلم  في قتل وجرح الآف الضحايا المدنيين من ابناء الشعب الصحراوي.

وقد عبرت الامم المتحدة عن مخاوفها جراء انتشار الالغام على طول الجدار المغربي، وطالبت بمضاعفة الجهود الاممية لإيجاد حل يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.

وقد نددت جبهة البوليساريو, عبر الحملة الدولية لمناهضة الجدار الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية، بخطورة الجدار باعتباره أكبر حقل ألغام متواصل في العالم، تنتشر على طوله عشرة ملايين لغم ارضي بمختلف الانواع والاحجام بالإضافة إلى كميات كبيرة من المتفجرات من مخلفات الحرب والذخائر العنقودية.



تجدر الاشارة الى ان المغرب يرفض رفضا قاطعا التوقيع على معاهدة أوتاوا لعام 1997 بشأن حظر استعمال وتكديس وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد وتدمير تلك الألغام واتفاقية عام 2008 بشأن الذخائر العنقودية.

وتناشد السلطات الصحراوية والمنظمات الحقوقية المجتمع الدولي وبصفة خاصة الأمم المتحدة بالضغط على المغرب للانصياع لاتفاقيتي حظر الألغام والقنابل العنقودية (أوتاوا وأوسلو)، والسماح للمنظمات بتنظيف المنطقة العازلة لما تشكله من مخاطر على المواطنين ومواشيهم.

بالمقابل, تقوم الدولة الصحراوية بجهود كبيرة لمكافحة الالغام وخطوات ملموسة في مجال نزعها ، لاقت إشادة واستحسان شديدين من قبل المجتمع الدولي وعلى رأسه الامم المتحدة. ومن بين ذلك توقيع جبهة البوليساريو على صك التزام “نداء جنيف” في عام 2005 وقيامها بتدمير كامل ترسانتها من الألغام التي كانت في حوزتها والتي تم غنمها من جيش الاحتلال المغربي خلال سنوات الحرب.

كما قدمت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية تقريرين على أساس طوعي , وفقا للبند السابع من معاهدة أوتاوا واتفاقية حظر الذخائر العنقودية, اللذين قدما إلى مكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح في جنيف في 2014، كبادرة ودليل على دعم الجمهورية الصحراوية والتزامها بمبادئ وأهداف المعاهدات الدولية بشأن الألغام المضادة للأفراد والذخائر العنقودية.

للذكر كانت جبهة البوليساريو قد دمرت آخر مخزون من الألغام الأرضية لديها، الأمر الذي لاق ترحيبا واسعا وأعتبر دليل على حسن النية وتنفيذ لالتزام الجبهة مع منظمة نداء جنيف في نوفمبر 2005. وقد جرت المرحلة الثامنة والأخيرة من تدمير مخزون الألغام المتمثل في 2.485 لغما، بمنطقة “أمهيريز” بالأراضي الصحراوية المحررة بداية العام الجاري، تطبيقا لنداء جنيف الذي وقعت عليه جبهة البوليساريو سنة 2005 .

“جدار الذل والعار، جريمة قائمة ضد الإنسانية”

ووضع جدار العار المغربي والالغام المحيطة به في خانة “الجريمة ضد الانسانية” بالنظر الى ما يخلفه من مأسي في حق الشعب الصحراوي والى كل ما يحمله من معنى “التقسيم والتشريد ” . فلا زال المدنيون الصحراويون على جانبي الجدار يتعرضون باستمرار للموت ولإصابات بتر الأطراف وحوادث متعلقة بالألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب.

وتعد المنطقة المحاذية للجدار في الصحراء الغربية‎ الذي يقسمها إلى جزأين ويفصل بين العائلات والأسر الصحراوية ويدمر سبل عيشهم،  أكثر المناطق تلوثا وكثافة بالألغام و القنابل العنقودية والأجسام المتفجرة الأخرى.



ووفقا لتقارير صحراوية, فان قوات الاحتلال المغربية مستمرة في زرع ألغام عوض تلك التي تجرفها السيول في فصل الشتاء.

وخلال ثمانينيات القرن الماضي، قامت المملكة المغربية بتشييد جدار فاصل يقسم أراضي الصحراء الغربية ويعبرها من شمالها لجنوبها، بطول 2700 كلم وبارتفاع ثلاثة أمتار. وأدى تشييد الجدار إلى فقدان التواصل بين عائلات صحراوية تعيش على جانبيه، كما تأثرت حياة البدو الرحل لفقدانهم مناطق يرعون فيها بماشيتهم ويتزودون منها بالماء. وزرع الاحتلال المغربي ألغام مضادة للأفراد على عرض مئات الأمتار في محيط الجدار.

وكانت الجمعية الصحراوية لضحايا الألغام قد قالت في تقرير سابق لها أنه “منذ وقف إطلاق النار قتل وجرح 300 شخص بسبب انفجار الألغام والقنابل العنقودية”، والسبب أن “الأمطار تجرف آلات الموت هذه إلى مناطق يفترض أنها آمنة”.

وبحسب شهادات مختلفة، قتلت الألغام آلاف الجمال كما أثرت على حياة النبات والحيوان في المنطقة.